الإبْدال في لهجة بغداد والموصل
اختلفت اللهجات فيما بينها في مختلف مستوياتها سواء أكانت على المستوى الصَّرفي أو النحّوي أو الدِّلالي والصَّوتي. وأنَّ المستوى الصّوتي هو أحد أسباب الاختلاف في اللهجات من حيث الإبْدال اللغوي، حيث أنَّ الإبْدال لا يتقيد بشروط أو قواعد معينة، بل أنَّه يعتمد على السَّمع. إنَّ ال...
Saved in:
Main Authors: | , |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
Burdur Mehmet Akif Ersoy University
2023-12-01
|
Series: | Burdur İlahiyat Dergisi |
Online Access: | https://dergipark.org.tr/tr/doi/10.59932/burdurilahiyat.1382040 |
Tags: |
Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
|
Summary: | اختلفت اللهجات فيما بينها في مختلف مستوياتها سواء أكانت على المستوى الصَّرفي أو النحّوي أو الدِّلالي والصَّوتي. وأنَّ المستوى الصّوتي هو أحد أسباب الاختلاف في اللهجات من حيث الإبْدال اللغوي، حيث أنَّ الإبْدال لا يتقيد بشروط أو قواعد معينة، بل أنَّه يعتمد على السَّمع. إنَّ الإبْدال في هذا المقال تناول الحروف التي تسمح للإبْدال فيما بينها على ضوءِ ترتيبٍ يعتمد على مخارج الحروف وصفاتها، كالإبْدال بين الحروف المتجانسة، والمتجاورة، والمتقاربة، والمتباعدة. وقد دُرِسَ الإبْدال اللغوي في هذه المقالة من جهة اللهجة العربية، وكذلك في لهجتي بغداد والموصل، وبيان الاختلاف الصوتي بينهما، كالعنعنة، والاستنطاء، والتلتلة والوهم والوكم. فاللهجة في حد ذاتها هي لغة، لأنَّها تُتيح التواصل بين افراد البلد الواحد من غير تكلف. وأنَّ لهجتي بغداد والموصل، منها السماعي لا قياس له، ومنها يرجع الإبدال فيهما إلى قاعدة لغوية يُقاس عليها، وهذا الإبدال له سمة صوتية تختلف من منطقة الى أخرى من حيث التفخيم والترقيق. إنَّ اللغة العربية كالكائن الحي، فهي تتميز بالنمو، كما ينمو الأنسان بمراحله العمرية وصولاً إلى النضج والنهضة والازدهار، فاللغة العربية لها روح، وذوق. لذا فقد لمسنا في بحثنا هذا أنَّ الإبدال هو نتيجة للتطور الذي اصاب اللغة في جانبها المنطوق المتمثل باللهجة، وهذا التطور يحدث نتيجة الاختلاف في البيئة المكانية الواحدة، أو لربما في بيئات متعددة، فمن الممكن أن تسمع الكلمة في بيئة واحدة بأكثر من صيغة أو طريقة، فمثلا كلمة جبريل تلفظ أحياناً جبرائيل، كذلك قرآن تلفظ في بعض المناطق قرعان، وايضاً أنين تلفظ عنين وهكذا. وهذا كله نتيجة لتنوع البيئة المكانية، فنرى أنّ اللفظ ينطق بحسب كل منطقة مكوناً أطيافا واسعة من الألفاظ كلاً حسب ما يناسب بيئته ومَكانهِ. لذا نجد أنَّ ظاهرة الأبدال قد عززت من غزارة المفردات والتراكيب الصوتية في اللهجات، وقد ترتب على ذلك نوع من التلذذ لدى الناطق الذي قد يقصد بتلفظه بهذه الصيغة الصوتية أنَّه من القبيلة الفلانية، لاعتزازه بهويته وانتمائه، أما بالنسبة للسامع والدارس لظاهرة الإبدال الصوتية، فنجد أنَّ الإبدال يضفي نوعاً من المتعة والشغف لدى المتلقي حيث تدفعه الى التعمق في مكنونات اللهجات، وأيضاً التعرف على تراكيب صوتية جديدة تميز كل منطقة لغوية عن غيرها. إنَّ الوطن العربي مليء باللهجات المتنوعة تبعاً لتنوع الأقطار العربية فيه، وهذه اللهجات قد تتشارك في بعض الخصائص اللفظية والتراكيب الصوتية، أو أنَّها قد تختلف بصورة كبيرة جداً لدرجة أننا نجد بعض أبناء الأقطار العربية قد يصعب عليهم فهم بعضهم للبعض الأخر، مثال ذلك أنَّ الفرد المتكلم باللهجة القاهرية أو لهجة الصعيد قد يصعب عليه فهم لهجة المغرب العربي مثلا، وهذا هو بالتحديد ما نقصد به اختلاف اللهجات تبعاً لاختلاف البيئة المكانية أو الجغرافية. ومن الجدير بالذكر أن الإبدال اللغوي يحدث للفظ بغية التخفيف والتسهيل، أي أن الإبدال يعمد اليه الأفراد من أجل تخفيف ما قد يثقل على السنتهم من النطق للألفاظ. إذن ان هذه المقالة سلطت الضوء على الابدال في لهجتي بغداد والموصل من الناحية الصوتية والمقارنة بينهما، وبيان موضع الاختلاف. |
---|---|
ISSN: | 2980-2407 |