الغلو والتطرف في ميزان اليهودية والنصرانية والإسلام

لظاهرة الغلو والتطرف منابع فكرية وفقهية، سيما في الديانتين اليهودية والنصرانية، بعد أن دخلتها يد التحريف والتغيير، رغم أن أصل الديانتين اليهودية والنصرانية، التي أُنزلت على نبي الله موسى وعيسى، الدعوة إلى السلام والرحمة والتآلف والتعايش بين الأمم، ونبذ العنف والظلم والطغيان، ولكن بعد أن دخلها التحر...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: محمد محمد معافى علي
Format: Article
Language:Arabic
Published: UNIVERSITY OF HOLY QURAN & ISLAMIC SCIENCES 2019-04-01
Series:مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية
Subjects:
Online Access:http://journals.uqs-ye.info/index.php/uqs/article/view/78
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:لظاهرة الغلو والتطرف منابع فكرية وفقهية، سيما في الديانتين اليهودية والنصرانية، بعد أن دخلتها يد التحريف والتغيير، رغم أن أصل الديانتين اليهودية والنصرانية، التي أُنزلت على نبي الله موسى وعيسى، الدعوة إلى السلام والرحمة والتآلف والتعايش بين الأمم، ونبذ العنف والظلم والطغيان، ولكن بعد أن دخلها التحريف نجدها تطفح بالغلو والتطرف في شتى الميادين والمجالات، وظهرت فيها النزعات البشرية كالجهل والعدوانية والعنصرية، وما ذلك إلا بسبب التصور غير السديد لمكانة الإنسان ودوره في الكون والحياة، وهو ما نشأ عنه الغلو والتطرف في شتى الميادين والمجالات، في التعبد والطاعة والرهبانية والرضى والقبول بالذل والمسكنة، وحرمان النفس متع الحياة الدنيا، كما في النصرانية، وأما اليهودية فتطفح الكتب المقدسة بالطغيان والاستكبار والإفساد والعلو في الأرض، والعنصرية الفجة، والبطش والعدوان بالمخالف أياً كان، وظلم المرأة وحرمانها بدهيات حقوقها في التعلم والعيش الكريم والميراث، و حرمانها حقها في التكريم والتقدير، باعتبارها أصل الشر والخطيئة.       وحين جاء الإسلام الدين الحق الذي حفظه الله من التحريف والتبديل، أعاد للإنسان دوره ومكانته الطبيعية في الكون والحياة، كعبد لله تعالى، يأتمر بأمره وينتهي عما نهاه، وهو الأمر الذي أعاد للإنسان وسطيته واعتداله في تعامله مع ربه، خالقه ورازقه، ومع إخوانه من البشر، فعاش الإنسان حياة الوسطية والاعتدال في تعبده لربه، بلا غلو في تعذيب النفس  وازدرائها، أو رهبانية في حرمانه النفس حاجياتها التي فطرها عليها، أو كبت لغرائزها، وبلا علو أو استكبار في الأرض، في سائر تعامله مع الخلق والمخلوقات، والأعداء والأصدقاء، فأعطى المسلم للنفس حقها، وللناس والمخلوقات حقوقهم، وللمرأة حقها، من التكريم والتقدير والتعليم، وإبداء الرأي والا استشارة والميراث. والحمد لله رب العالمين.
ISSN:3006-6018
2617-5894